ترجمة : عثمان مصطفى عثمان
تلخيص : سعاد الجراري
هذا الكتاب سياحة في الزمان والمكان واستعراضاً لرؤى مختلفة في كتابة التاريخ وطبيعة الوثائق التي تتجمع في الأرشيفات، بما يعكس خصوصية كل مدينة وطبيعتها الخاصة.
وهو يحتوي أوراق مؤتمر عقد في لندن في أخريات القرن الماضي ودار حول موضوع الأرشيفات والمدن الكبرى، وكتب هذه الأوراق ستة وعشرون متخصصاً في الأرشيف ومؤرخاً من قارات العالم الخمس.
وهو كتاب لا غنى عنه لدارس الوثائق وللمؤرخ على حد سواء.
ينقسم الكتاب إلى ثمانية فصول وكل فصل يحتوي على عدد من أوراق العمل تتراوح بين 2 و 5 أوراق عمل، وسنقوم هنا بتلخيص الفصل كوحدة متكاملة لتعريف القارئ بموضوعات الكتاب.
الفصل الأول: أرشيفات المدن الرئيسية من القديم إلى الحديث ، ويبدأ هذا الفصل بالحديث عن حريق روما في القرن الأول الميلادي، والذي أحرق ما وصف بأنه" أجمل وأقدم سجل للإمبراطورية"، ثم يتحدث عن حفظ الوثائق في العالم القديم وخاصة العالم اليوناني ووثائقه التي كانت مدونة على المقابل القديم للورق وهو البردي، ثم يتحدث عن البدايات الأولى لحفظ الوثائق في اثنتين من المدن التجارية الكبرى في العصور الوسطى، وهي جنوا في إيطاليا ولوبك في ألمانيا، ويتحدث عن مكانة الموثق وما كان يقوم به من أعمال، ثم يتحدث عن أرشيف مدينة فيينا من القرن الثالث عشر حتى القرن العشرين وعن نشأته بداية من تأسيس مكتب التوثيق المدني، ثم عن إجراءات الحماية التي اتخذت للحماية أثناء الحرب العالمية الثانية، ويقدم في نهاية الفصل نماذج لأرشيفات المدن الكبرى إسبانيا- برشلونة- سيفيل- مدريد- ويختمه بدراسة عن أرشيف باريس.
الفصل الثاني: أرشيفات غير حكومية.
يبدأ هذا الفصل بالحديث عن أرشيف الأعمال أو ما يطلق عليه "المارد النائم"، وهو أرشيف الأعمال التجارية، فالبنوك كمثال تحتفظ بمجموعات ضخمة من الوثائق تتعلق بأعمالها وهي تصنيف رؤية وأبعاداً لنظرة المؤرخ للمدينة.
ثم يتحدث عن الأرشيف الأثري لمدينة لندن وهو الأكبر في أوروبا وهو يقدم معلومات لأفراد الجمهور المهتم "غير المتخصص" ثم يتحدث عن الأرشيفات الطبية للمستشفيات والكليات الطبية وهي تعتبر مؤشراً على نوعية حياة مواطني هذه المدينة.
الفصل الثالث: لندن في العصور الوسطى والفترة المبكرة من العصر الحديث.
في هذا الفصل يتحدث الباحث عن الوثائق وحفظها في لندن في العصور الوسطى ، وعن وثائق حول تاريخ لندن من "1720 – 1500" .
الفصل الرابع: المباني، والتأثيث، والاستخدام.
ويتحدث عن المباني والتأثيث والاستخدام والإتاحة ويقدم أمثلة من أرشيف محفوظات البندقية ويقدم وصف متكامل لقصر الدوجز الذي يعد أقدم مبنى لأرشيف البندقية ثم نجول في أرشيف مرسيليا وأهم ما يحتويه هذا الأرشيف خزانة للعملات والميداليات يبلغ عددها 20 ألف قطعة عملة وميدالية.
ثم نحط الرحال في المقر الجديد لأرشيف مدينة بودابست ومحاولات إنقاذ أهم المادة الأرشيفية خلال 1943 م و 1944، حيث نقلت إلى بدروم كاتدرائية المدينة بينما تعرض الباقى لضرر شديد أثناء حصار بودابست.
الفصل الخامس: التاريخ المتروبولي من واقع الأرشيفات.
نبدأ مع الأطلس التاريخي لفيينا حيث نشرت الجمعية التاريخية لفيينا تاريخ فيينا في ستة أجزاء ، ثم نذهب إلى ستوكهولم ونتعرف على محاولات كتابة تاريخ هذه المدينة ويستعرض عدداً من الدراسات المتعلقة بتأريخ هذه المدينة السويدية.
الفصل السادس: آسيا، أفريقيا، والأمريكتان.
ويبدأ من طوكيو حيث نعرف أنه في سنة 1855م ضاع عدد عظيم من الوثائق والسجلات القديمة في الزلزال الكبير الذي ضربها، ثم دمرت البقية الباقية أثناء الغارات الجوية في عام 1945م، وهكذا ضاعت المادة الأولية للأبد، ثم تأسس الأرشيف المتروبولي لطوكيو عام 1968م. ثم ننتقل إلى أرشيف مدينة نيويورك حيث نعرف أن هناك شبكة قديمة من الأرشيفات ولكنها متشرذمة وظيفياً ومن الناحية الثقافية. ثم نستعرض أرشيف شيكاغو التي تضم قرابة 150 أرشيفاً من مختلف الأشكال سواء هيئات دينية وكليات وشركات أعمال .. ثم يحدثنا عن أرشيف البرازيل وهي نموذج للبلاد الفيدرالية حيث توجد بها أرشيفات قومية وأرشيفات ولايات وأرشيفات محافظات. ثم نصل إلى مدينة القاهرة التي تعد من أكبر عشرة مدن في العالم، وتعكس أرشيفات القاهرة تاريخ المدينة الطويل على مدى العصور ويقدم لنا وصفاً لمبنى الأرشيف في القلعة.
الفصل السابع: ميناء لندن والأرشيفات والتاريخ.
ندرس هنا أرشيف هيئة ميناء لندن لفهم التطور الذي شهدته هذه المدينة وقد أعارت الهيئة مجموعاتها إلى متحف لندن وعن طريق هذا الأرشيف يمكن دراسة التاريخ الهندسي والمعماري والصناعي للمدينة.
الفصل الثامن: الأرشيف المتروبولي في عالم متغير.
يدرس هذا الفصل بداية أرشيف موسكو حيث يستعرض نشاطات هذا الأرشيف وهو يضم الأرشيف التاريخي وأرشيف الأدب والفنون وغيره. ..
نصل أخيراً إلى مشكلة الفرز والإعدام للوثائق وهي مشكلة قديمة لأن الأرشيف هو ذاكرة المجتمع وتدمير جزء من هذه الذاكرة مسألة ضمير دائماً.
ونأخذ هولندا مثال حيث أن مديري الوثائق هم المسئولون عن قرارات فرز وإعدام الوثائق بعد موافقة وزير التعليم والشؤون الثقافية ووزير الشؤون الداخلية.
وقد قال رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية الملكية الهولندية "الأرشيف أهم من أن يترك للأرشيفين وحدهم" ولهذا يجب أن ترتفع مهارات الفرز للأرشيف لمواجهة هذا التحدي.