بمناسبة تكريم الأستاذ إبراهيم سالم الشريف والأستاذ الدكتور عبد المولى صالح الحرير على مستوى الوطن العربي، أود التذكير بالفرق الشاسع بين من يعمل فرداً في فريق ومن يعمل منفرداً، والخير في الاثنين متى التزما بالقواعد الموضوعية لصالح ليبيا ورفعتها.

الفرد داخل المجموعة أي المؤسسة هو عازف داخل سمفونية وطنية وبقدر الالتزام بالنص تأتي روعة الأداء مع الاحترام والتقدير.

المؤسسة التي ينفق عليها المجتمع لابد أن تعمل لخدمة هذا المجتمع، في الداخل والخارج، وفق خطة محكمة يتدارسها الجميع داخل المؤسسة ويتفقون على ألية تنفيذها والمدة اللازمة لتحقيقها.

الخروج على هذه الخطة عقوق وحتى شدود على النظام العام داخل المؤسسة وداخل المجتمع ككل.

المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية مؤسسة عامة هدفها جمع مصادر التاريخ الليبي وتكِّوين واستقطاب باحثين وأكادميين وخبراء لدراستها بمنهجية وموضوعية.

عليه يصبح من واجباتها الأساسية خدمة المجتمع الذي ينفق عليها وفق خطة سنوية أو شهرية أو مرحلية حسب ما يقتضيه الموضوع المدروس. ولأن التاريخ لا يقوم على العواطف والخيالات لهذا كان على المركز جمع الكتب والمخطوطات والوثائق والصور والاستبيانات التاريخية والأفلام الوثائقية وغيرها مما يوفر مصادر أساسية للباحث في مجال التاريخ الليبي. لتنفيذ ذلك وضعت عدة مشاريع بالداخل والخارج واجتهد المركز الليبي عبر عدة مسارب لتنفيذ مطلب أو مطالب المجتمع العملية والنظرية انطلاقاً من قاعدة أن العلم الذي لا يخدم المجتمع هو رفاهية زائدة عن مطالب الليبيين الآن.

لتحقيق كل ذلك التزم المركز بمسار تكوين العناصر وبالعمل النظري والميداني المخطط لجمع المادة ووزع العمل بين باحثيه وفنييه وجميع عامليه وحدد لكل مجموعة أو فرد واجبه والموضوع المطلوب منه تنفيذه.

وكأي عمل جماعي هناك الملتزم ونصف الملتزم وربع الملتزم وهناك السريع وهناك البطئ، وكان كل ذلك معروفا ومقبولا مادام الالتزام بالخطة العامة للمركز شرف يتباري الجميع لإظهاره.

في أثناء المسيرة هناك من تخلف ومن خرج لأسباب مادية أو معنوية وهذا حق لا يجب إنكاره أو لوم طالبه. لأن العمل الجماعي في بداياته مغرم لا مغنم لأنه لا يحقق الشهرة الفردية السريعة فهو يسعى للنجاح العام لا الخاص وهو ملتزم بقوانين الدولة ونظمها التى لا تحقق الربح السريع ولا الشهرة العاجلة.

الباقون ساروا وفق مشاريع المركز ورؤاه واستطاعوا مجتمعين جمع ما يقترب من ثلاثين مليون مادة وثائقية عن ليبيا، الفضل فيها لهم جميعاً.

الأستاذ إبراهيم سالم الشريف بتعليمه التقليدي المتوسط ومثابرته تبناه المركز ضمن الكوكبة التي اندمجت بمشاريع المركز منذ سنة 1978م والتزمت بتحقيق أهدافه في مجال المخطوطات حتى الآن.

الأستاذ الدكتور عبد المولى صالح الحرير عالم جليل بشهادات جامعية – ليسانس وماجستير ودكتوراه من جامعات معتبرة مع وفرة في العطاء وتواضع في التعامل، احترم نظم المؤسسة التى ساهم في خلقها واستمرارها حتى الآن ودعم كعضو في مجلس إدارتها أسبقية ترشح الزميل إبراهيم الشريف للتكريم .

استجابة لطلب المجلس التنفيذي للفرع العربي للأرشيف الدولي تبنت الجامعة العربية فكرة الاحتفالية السنوية للوثيقة العربية في شهر أكتوبر من كل سنة التي يتم فيها تكريم المبرزين في مجال العمل الوثائقي ووضعت لذلك شروطاً على الجميع الالتزام بها.

المركز الليبي لمحفوظات والدراسات التاريخية والنائب الأول لرئيس اللجنة التنفيذية للفرع العربي للأرشيف الدولي رشح الأستاذ إبراهيم سالم لنيل جائزة التميز لسنة 2018م ورشح الأستاذ الدكتور عبد المولى الحرير لجائزة السنة التالية 2019م ومعهما تقدم الكثير من كامل الوطن العربي، وبعد دراسة اللجنة المكونة من خبراء من العالم العربي أوصت بتكريم قله كان من بينهم الأستاذ إبراهيم الشريف لسنة 2018م والأستاذ الدكتور عبد المولى صالح الحرير لسنة 2019م وهما جديران بهذا التكريم لأنهما التزما بخطط وبرامج المركز في مجال المخطوطات فكانت النتيجة منفعة عامة لليبيين ومنفعة خاصة لهما فهنيئا لليبيا بهذا التكريم على مستوى العالم العربي وهنيئا للمركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بحصول عضوين من عناصره على هذا التكريم .

وهذا هو الفرق بين المأسسة أي العمل لتكوين وإنجاح المؤسسة والشخصنة أي التحرك الفردي داخل مؤسسة عامة تحقيقاً لأهداف وشهرة خاصة.

     

                                                        أ .د. محمد الطاهر الجراري 

                                                          رئيس مجلس إدارة المركز الليبي

                                                           للمحفوظات والدراسات التاريخية

تم عمل هذا الموقع بواسطة